يصادف الإنسان في هذه الحياة الكثير من العوائق.. التي تقف حجر عثرة في طريق تحقيقه ما يصبو إليه.
ولكن الأشد مرارة هو أن يقابل المرء من يثبطه ويقلل من عزمه.. وتزداد المرارة شدة والأسى ألما عندما يكون ذلك من شخص يكبره سناً وله مكانة مرموقة نوعا ما؛ لأن ذلك يوحي إليك أن هذا نتاج خبرته فيكون كلامه أكثر تأثيراً من غيره.
ولكن النجاح الحقيقي يكمن في تخطي الإنسان كل هذه العوائق ليثبت وجوده وتظهر إبداعه.. دون أن يلقي بالاً لتراهات المتقاعسين الذين لا هم لهم سوى وأد الإبداع قبل مولده، وقتل التميز قبل ظهوره.
ولا أعني بتخطي العوائق عدم الالتفات إلى توجيهات المتمرسين أو الاستماع إلى نقد المخلصين.. فهي وبلا شك من أهم مقومات النجاح.
وإنما أعني الإيمان بأهمية المبدأ الذي يسير عليه الإنسان والثقة فيما يملك من قدرات والإصرار حتى بلوغ الهدف.
فهناك أناس خططوا لبلوغ مرام مختلفة ولكنهم فشلوا فجعلوا من ذلك قاعدة لا بد أن يسير عليها الجميع!! فيكون التثبيط سمة غالبة في حديثهم ونصائحهم، وقد يكون ذلك من غير قصد وتلك مصيبة وإن كان يقصد فالمصيبة أشد وأعظم.
فكما أن هناك من أعمى الحسد بصائرهم فأصبح التحطيم والتقليل من الشأن وسيلتهم الوحيدة في مقابلة كل ناجح.. وأنا هنا لا أعني هؤلاء فيكفيهم قول القائل:
يصل الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود: أولهما: غم لا ينقطع، وثانيها: مصيبة لا يؤجر عليها، وثالثها: مذمة لا يحمد عليها.. ورابعها: سخط الرب.. وخامسها: يغلق عنه باب التوفيق.
ولكن أقول لأولئك وأمثالهم: إذا لم تكونوا عونا لغيركم ليصلوا إلى مرادهم فلا تكونوا عليهم وتحرموهم من مبتغاهم.
كما أقول لكل طموح: اصنع من اليأس الأمل.. ومن الفشل النجاح.. ومن التحطم الإصرار، ومن التجارب الاستمرار. والثقة بالله والتوكل عليه أعظم زاد.