{خدمة العملاء"~

جرى مسرعا وهو يمسك بأوراقه التي تكاد تقع ،، ربطة عنقه شبه مفكوكة ،، قطرات العرق تنحدر على جبينه بينما هو يلهث بقوة ..
”ساعة لعينة .. ساعة لعينة “ ردد قائلا وهو يتذكر أحداث اليوم الحافل الذي مر به ،، احتفل مع عائلته و أصدقائه بعيد ميلاده الليلة الماضية ،، حسنا .. انه يقر أنه تأخر في نومه أكثر من العادة..! ،، لكن ما المشكلة في التأخر في النوم ساعة أو ساعتين إضافيتين إذا كان المنبه مضبوطا على الوقت المعتاد..! ،، لكن لا .. ”ساعة لعينة .. يالي من منحوس..! “ حسنا .. كل ما حدث أن المنبه – ببساطة – قرر أن يتعطل ،، ولأنه نام متأخرا استيقظ – بطبيعة الحال – متأخرا ،، ” سأطرد من العمل .. نعم ..سأفقد وظيفتي التي تعبت في الوصول إليها بسبب ساعة لعينة..! “ في الواقع ،، إنه في العادة لا يكلم نفسه ،، ولكن مساً من الجنون قد أصابه على ما يبدو..!!
وصل إلى مكتبه وهو لا يزال يلهث و ترك أوراقه و أخذ رزمة أخرى من الأوراق ،، ” ما زلتي أنتِ بأتم حال .. على الأقل “ قالها بشك و هو ينظر إلى أوراقه..
خرج من مكتبه و أسرع بالمشي حتى وجد نفسه أمام (كاونتر) عليه لوحة كتب عليها { خدمة العملاء } وضع يده على الطاولة وهو يلهث ،، ” أين أجد المدير..؟ “ سأل الفتاة التي تقف خلف الـ(كاونتر) بصعوبة ،، ” في مكتبه بالطابق الثالث يحدث الموظف الجديد.. “ ردت عليه بابتسامة صغيرة ،، فكر في نفسه : ”موظف جديد..؟! “ ثم قال بصوت مسموع: ”منذ متى..؟ “ ،، نظرت الفتاة إلى ساعتها وقالت: ” منذ حوالي 40 دقيقة.. “ ،، ” ممتاز.. “ قالها بصوت خافت ،، ثم رفع صوته قليلا وقال ”شكرا.. “
توجه نحو المصعد لكن صوت الفتاة استوقفه وهي تناديه ،، فالتفت وهو يحدث نفسه ” ماذا الآن..؟! “ ،، أخبرته الفتاة أن المصعد معطل ،، ” انزل إلى الدور الأرضي واستعمل المصعد الذي هناك..“ ،، تذكر أن هناك مصعدا واحدا في الدور الأرضي مخصص لعمال الصيانة وما إلى ذلك ،، ” ولا تقاطع المدير.. “ أومأ لها ثم شكرها وانطلق بسرعة إلى الدور الأرضي الذي يصدر ضجة مزعجة بسبب الآلات العجيبة فيه..
وصل إلى المصعد ،، صعد إلى الدور الثالث ،، وصل في اللحظة المناسبة حيث خرج الموظف الجديد بعدها بلحظات من مكتب المدير ،، طرق الباب و دخل عندما أذن له المدير ،، ” أين كنت.؟ “ ،، ” أنا هنا منذ ما يقارب النصف ساعة ،، بدوت مشغولاً لذا لم أرد أن أزعجك “ كذبة بيضاء ،، لأجد ما أعيل به أسرتي ..!

×××××

تنهدت الفتاة وهي تجلس على مقعدها خلف الـ(كاونتر) وتنظر بعين شاردة نحو الدفتر الأسود الكبير أمامها ،، ولم تمض لحظة حتى انتصبت واقفة وقالت بنبرة آلية: ” كيف أساعدك سيدي..؟ “ ،، فرد عليها شاب أشقر الشعر متردداً: ”عندي موعد..مع السيد غيل.. “ ،، أومأت الفتاة وهي تبحث في دفترها الأسود الكبير:
- أنت إذن السيد كلانسي..؟
- بلا ،، أنا هو ..
- كان موعدك قبل 5 دقائق ،، ستضطر إلى الانتظار قليلا..
- لا بأس سأنتظر ..
قالها في ارتياح وهو يفكر: ” جيد أنهم لم يلغو موعدي..! “ ،، ثم توجه حيث أشارت إليه الفتاة بسرعة..
” ما مشكلة الناس اليوم..! ألم يعد للوقت قيمة عندهم..؟ “ قالتها وهي تقطب جبينها في عبوس.. ثم قطع تفكيرها صوت أجش يقول: ” أهلا سالي ،، ها هي الأوراق ، أراك لاحقا “ ،، قالها بسرعة و ابتعد قبل أن يمنحها فرصة للرد.. فهمست: ”متأخر آخر..حسنا..من الجيد أن الفتيات ما زلن يجدن فك شفرة عقارب الساعة..! “ ثم فكرت : ” يبدو هذا كعنوان رواية بوليسية..! “ ثم نفضت رأسها وهي تبعد هذه الأفكار عنها..فهي تعلم أنها إن استمرت فلن تتوقف حتى تؤلف رواية بالفعل..!
مارست هوايتها كما تفعل دائما عندما لا تكون مشغولة – مع أن هذا لا يحصل كثيراً – وهي تتابع وجوه الناس وتحلل شخصياتهم بطريقتها الخاصة ،، نظرت نحو موظفة تمشي مسرعة وقالت في نفسها: ” حسنا عزيزتي ،، هناك خصلة متمردة من شعرك اليوم ،، لا شك أنك متوترة ،، لن أستغرب إن طردت خلال أسبوع ،، لقد نصحتك أن لا تصغي لما تقوله الشمطاء مادي لكنك لم تلقي لكلامي أية أهمية ..! “ ثم حولت نظرها نحو من تسميها الشمطاء مادي ،، العجوز النحيلة القبيحة التي لا تمت ملابسها بأي صلة لعصرنا هذا ..! ” شريرة ،، نعم شريرة “ فكرت في نفسها ، ” هكذا كنتي وستظلين إلى أن تتعفن جثتك تحت التراب ،، تسعين للتخلص من كل من يقف في طريقك ،، حسنا ، أهنئك ،، لقد نجحتِ بجدارة في التخلص من الكثير ،، لكنك لن تتخلصي مني ،، نعم أنا سأضع لخططك الشريرة حداً.... “ أعادها صوت الهاتف إلى الواقع..وتذكرت أنها ليست بطلة قصة أو ما شابه ،، تنهدت بحزن ” لست سوى سالي التي تعمل خلف (كاونتر) خدمة العملاء “ ثم رفعت السماعة و تحدثت مع المتصل بنبرتها الآلية بشرود..!

×××××

هنا في خدمة العملاء يسرنا أن نستقبل كل ما يجول بخاطركم من اقتراحات و انتقادات ، ونحن سنحاول قدر الإمكان أن نظل متواصلين معكم ، وأن نرد على استفساراتكم أولا بأول ، ونعتذر من الآن على أي تأخير يصدر منا في الرد ، ونأمل منكم أن تتفهموا ذلك بصدر رحب ..
كما يسعدنا أن نستقبل أرائكم حول أي موضوع يخص قسم المناسبات أو جريدته الرسمية ..

•● تقبلوا منا أطيب التحيات..
•● دلوعة عربجية..