مرة أخرى نمتهن النواح والبكـاء ، أعلم أنني لست أول ولا آخر من يكتب هذا الرثــاء ، ألغيت المجالس ولم تعد الخيـــام
الجاهزة تتسع للعزاء ، الشوارع وحدها تتكفل بذلك فهناك سفك الدماء ، وهناك أيضا نقدم التعازي والكفن يكون لنا رداء
، من أين نبدأ وداءنا لم نجد له بعد الدواء ، مقود يذكرنا بسيف ومركبة بحصان وهيا الى الساحة التي نكون بها شهـداء
، عفوا بل ساحة الانتحار وحقل الأشلاء ، نُذبح هناك وهناك تكتب سيرتنا التاريخية الحمراء ، ويبقى السؤال الدامي أيااا
أهل عمان من منا لم يفقد أحدا من الأعزاء ؟! ، رسولنا الكريم دعا أن ياارب لاتجعل لهم من دونهم أعداء ، ونعم للحـــد
من حوادث المرور ياسلطاننا كان النداء ، وثمار ذلك كله علقم / ألم / وفيات / وسيرة لاتعرف الا الألوان السوداء، وأبقى
أنا وأنتم وبألم يتعمق في الأحشاء ، سحــقا يا شوارعنا فحين عُبدتِ راقت دمائنا هدرا فبالله مابها الناقة والصحـــراء ؟!
،،
النداء رقم 874 ما زال مفتوحا ، جاءنا هذا الرقم لنا نصوحا ، من أول يناير وحتى 31 من اكتوبر قد بكينا 874 وفاة
منا في كل ساعه ، انها أحشائنا ياجماعه ، تقطعت / تمزقت / انتهت ببشاعة ، هذا النداء فمن يرغب بسماعه ، 874
قتيلا / منتحرا / ذبيحا / شهيدا ننافس بها شهداء المجاعه ، فكروا معي قليلا أب رحل وطفل صعب علينا وداعه ، النداء
صادق لا اشاعة ، ألا أين المتعظ وكل التوعيات أصبحت للوقت اضاعة ، رددوها في عقولكم النداء 874 ياللفضاعة .!
،،
اخر اسبوع في الشهر الدامي ، 29 وفاة و162 ممن يعاني ، ابراء بكت سبعة من أبنائها بلاحيلة ، وعبري ودعت
سبعة في لحظات كان المفترض أن تكون لهم جميلة ، وسمائل أٌغصبت أن تودع زهور لها ضمن الحصيلة ..
،،
هذه السيارة تصرخ من الصورة لست وحدي ، فنحن ستة مركبات تواعدنا في اليحمدي ، ثلاثة ممن حملنا في 18
أكتوبر أصبحوا ذكرى ، وأربعة أصبحوا من بعد ذلك التاريخ للاصابة أسرى .. هذا انذاري لكم ومالكـــم عذرا ..!
،،
لاتكثروا المسائل ، هذا نداء سمائل ، خمسة وفيات واصابة ، في شوارعنا فقط نفوق قوانين الغابة ، لا القوي
ولا الضعيف سلم ، في شوارعنا فقط الحوادث تكثر فينا النهم .. سمائل بالخمسة أنذرت .. ولذا فقد أعذرت ..!
،،
أباك لم يتمهل ، ترك أم تثكل ، وزوجة ترمل ، وأخ بالحزن ترهل ، وصديق قبل الآوان تكهل ، أباك أضحى
عِبره ، وقريته لاتوقف العَبره ، أباك رحل مع الغير ، أباك مات في حادث سير ، لكن يا ابني لاتسألهم كيف
رحل ومتى ؟! ، أو لم يودعني لمَ ؟! ، أسألهم لكي لا أتبعه أرشدوني ، من اجل مستقبل مغاير علمــــوني .!
،،
الأضحى يطرق الباب ، ألا صبرا ولطفا يا أحباب ، لنعود للذاكرة ، ليس لنتألم ولكن لنتذاكره ، أضحانا فـــي
1431 قربت الشوارع مننا 21 ضحية ، فبأي حالِ ستأتي ياعيد وكيف هي العيدية ؟! ، عيد خلق للفرحـــة
، سرقتها الحوادث فأعلت الصيحة ، بـ 21 ندائي صريح ، لكم الاختيار أين تقضوا عيدكم بين أهلكم او الضريح !
،،
أنا انتهيت من الكلام ولم أنتهي من الشجون ، لايقافها ان عزمنا قادرون ، مثال ذلك حملة وطنية قادها من سبلتنا
العضو ترويحي مجنون ، انها مننا وقفة جادة لعام قادم نطرد فيها الجنون ، من أراد أن يشارك معنا فيها ، فليسجل
ليعتمد صرخته ، [ 2012 .. عام بلاحوادث ] ، فلنتكاتف يا أخوة فباذنه وبتكاتفنا سيكون عامنا القادم بلا كوارث